حطّت، اليوم السبت، بمطار الصويرة موغادور الدولي أول طائرة تابعة لشركة الطيران الإسبانية “فولينغ” (Vueling)، معلنةً عن الافتتاح الرسمي لخط جوي جديد يربط بين مدينتي إشبيلية الإسبانية والصويرة المغربية، بمعدل رحلة واحدة أسبوعياً كل يوم سبت.
ويأتي هذا الخط الجديد في سياق الدينامية التي تعرفها مدينة الصويرة على مستوى تنويع الأسواق السياحية الأوروبية، وتعزيز مكانتها كإحدى الوجهات الثقافية والبيئية المتميزة بالمغرب.
وخلال حفل نظم بهذه المناسبة داخل المطار، بحضور مسؤولين محليين، وفاعلين سياحيين، وممثلي شركة “فولينغ”، تم التأكيد على أن هذا الخط يشكل إضافة نوعية لشبكة الربط الجوي للمدينة، ويترجم الاهتمام المتزايد للسياح الأوروبيين، وخاصة الإسبان، باكتشاف “جوهرة الأطلسي” لما تزخر به من مؤهلات تاريخية وثقافية فريدة.
وفي تصريح لـوكالة المغرب العربي للأنباء، عبّر رئيس المجلس الإقليمي للسياحة، رضوان خان، عن سعادته بهذا الإنجاز، مبرزاً أن هذا الخط هو الأول من نوعه الذي يربط مباشرة بين الصويرة وإشبيلية، مضيفاً أنه “سيفتح آفاقاً واعدة أمام السياح القادمين من الأندلس، بالنظر إلى القرب الجغرافي والروابط التاريخية والثقافية التي تجمع بين المنطقتين”.
وأكد خان أن الخط الجديد يمثل لبنة أساسية في رؤية الصويرة السياحية في أفق سنة 2026، مشيداً في الوقت ذاته بدعم المكتب الوطني المغربي للسياحة، الذي لعب دوراً محورياً في الترويج للوجهة الصويرية على المستوى الدولي.
من جهتهم، أعرب عدد من المسافرين عن ارتياحهم لإطلاق هذا الخط الجوي المباشر، معتبرين أنه سيساهم في تسهيل التنقل بين الضفتين، ويوفر الوقت والراحة لزوار المدينة سواء من السياح أو المقيمين في أوروبا.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يعرف فيه مطار الصويرة موغادور انتعاشاً ملحوظاً في حركة النقل الجوي، حيث سجل خلال شهر شتنبر الماضي ارتفاعاً بنسبة 48,62 في المائة في عدد المسافرين، إذ بلغ 29.410 مسافراً مقابل 19.789 خلال الفترة نفسها من عام 2024، وفق معطيات رسمية صادرة عن إدارة المطار.
كما ارتفعت حركة الطائرات بنسبة 53,52 في المائة، منتقلة من 142 إلى 218 رحلة ما بين مغادرة ووصول، مما يعكس الثقة المتزايدة لشركات الطيران في الإمكانيات السياحية للمدينة.
وبافتتاح هذا الخط الجديد، أصبح مطار الصويرة موغادور مرتبطاً بـ عشر وجهات دولية رئيسية أغلبها في أوروبا، تشمل باريس، لندن، بروكسيل، مرسيليا، بوردو، ليون، دوسلدورف، مدريد وإشبيلية، إضافة إلى خط داخلي منتظم يربط الصويرة بالعاصمة الرباط.
ويُعتبر هذا المشروع جزءاً من استراتيجية وطنية لتقوية الربط الجوي للمغرب وتوسيع شبكة الرحلات المباشرة، بهدف تحفيز السياحة المستدامة وتعزيز الإشعاع الدولي للمدن التاريخية المغربية، وفي مقدمتها الصويرة، المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، والتي تواصل ترسيخ موقعها كوجهة ثقافية وسياحية متميزة تجمع بين الأصالة والانفتاح.
