تشهد مدينة الفنيدق منذ مساء أمس الثلاثاء تعبئة أمنية غير مسبوقة، بعد رصد تحركات مريبة لمجموعات من المهاجرين غير النظاميين كانوا يستعدون لتنفيذ محاولة اقتحام جماعية للسياج الحدودي المؤدي إلى سبتة المحتلة.
وحسب معطيات ميدانية موثوقة، فقد انتشرت على الفور تعزيزات مكثفة من الأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة على امتداد السواحل والممرات الجبلية، مدعومة بمروحيات وأجهزة للرؤية الليلية، في إطار عمليات تمشيط دقيقة واستباقية تهدف إلى التصدي لأي محاولة تسلل منسقة نحو الثغر المحتل.
التحركات الأخيرة تأتي في ظرفية دقيقة تعرف فيها المنطقة اضطرابات جوية وعوامل مناخية تسهّل تحركات المهاجرين بين الأحراش والمناطق الوعرة، إلى جانب محاولات استغلال بعض الاحتجاجات الاجتماعية المحدودة التي شهدتها مدن شمالية، من أجل تمرير أنشطة مشبوهة مرتبطة بالهجرة غير الشرعية.

وتشير التقديرات إلى أن وراء هذه التحركات شبكات إجرامية منظمة في الاتجار بالبشر والهجرة السرية، تنشط انطلاقًا من التراب الجزائري وبعض دول إفريقيا جنوب الصحراء، حيث توظف وسائل رقمية ومنصات مجهولة المصدر للتحريض والتنسيق، بمشاركة حسابات جزائرية معروفة بأسلوبها في بث الفوضى واستهداف استقرار المغرب.
في المقابل، تؤكد الأجهزة الأمنية المغربية، المعروفة بـيقظتها العالية ونهجها الاستباقي، استمرار عمليات الرصد والتأمين على طول الساحل الممتد من المضيق إلى بليونش، مع تكثيف المراقبة الجوية والبحرية لمنع أي خرق محتمل للحدود الوطنية أو استغلال للوضع الاجتماعي والطقسي الراهن من قبل شبكات التهريب والهجرة السرية.
الأمن المغربي يواصل تأكيد جاهزيته وقدرته على حماية الحدود والتصدي لكل المناورات التي تستهدف أمن المملكة واستقرارها.